Home / سياسة / الأصالة والمعاصرة من قيادة المؤسس إلى قيادة إسكوبار الصحراء.

الأصالة والمعاصرة من قيادة المؤسس إلى قيادة إسكوبار الصحراء.

في مشهد سياسي مظلم و في عزوف تام عن السياسة ممارسة و مشاركة في عملية التصويت، و خلال مرحلة انتهى فيها التناوب السياسي وبداية توغل تيار الإسلاميين الجدد، إنبعثث حركة لكل الديمقراطيين والتي ضمت خيرة الأطر والكفاٱت من اليسار و من أساتذة و دكاترة ورياضيين، كلهم إحتمعوا لهدف واحد هو تغيير نظرة المواطن للسياسة و خلق جيل جديد من السياسيين الواعين بالمشاركة الفعالة في خدمة الوطن والمواطن.
كمنخرط في الحزب مند التأسيس، كنا نعيش بداية الحزب و كأننا في منتدى ثقافي فكري يجمع كفاٱت في شتى المجالات من طب و تدبير و هندسة و ثقافة و فن. و كان دور رجال الاعمال ينحصر في خلق الظروف و توفير الإمكانيات لممارسة الأنشطة و لوجستيك الندوات واللقاٱت. بالفعل ناقشنا و ساهمنا في بلورة مشروع الجهوية بحضور المؤسس، و دافعنا عن المرأة بمسيرات مليونية و دعمنا الوحدة الترابية من طنجة للكويرة، و كنا أسرة واحدة نلتقي في كل المدن و علاقاتنا وطيدة لأن ما يجمعنا هو حب الوطن و خدمته عبر حزب سياسي إسمه الأصالة والمعاصرة.
لكن و لكن و لكن و الكثير من لكن، إبتداءا من 2013 و خاصة بعد أن ملأت أموال إسكوبار الصحراء جيوب أشخاص لم يكونوا يسوون أي شيء في الحزب و لم يكن لهم وجود خلال مرحلة التأسيس، بدأوا يسيطرون على الجهات الكبرى وخاصة جهة الدار البيضاء-السطات و جهة وجدة أنكاد، هؤلاء بدأوا في التوغل داخل الحزب و أصبحوا يتحكمون في كل الجهات عبر سياسة “خود الجماعة و أعطيني العقار و الصفقات”، و هكذا خلال انتخابات 2015 كانت التزكيات توزع بهذا المنطق و خاصة في العالم القروي الذي يضم الذهب الرملي ( الأراضي الذي تنتقل من المجال القروي إلى المجال الحضري), و أصبح الحزب يسير من طرف مافيا كبيرة جدا يتزعمها فعليا الثلاتي ( ابعيوي- الناصري- مجاهد) مدعومين بمحاميهم و حاميهم قانونيا عبداللطيف وهبي. وانتهت تزكيات 2015 بمجزرة سياسية في حق الأطر والكفاٱت و دوي التجربة والشباب لصالح الإقطاعيين و أصحاب المصالح و الاعيان، و كانت نتيجتها نهاية جيل كامل من الأطر والكفاٱت التي أنهت مشوارها مع السياسة وتبخر حلم جميل تحول فجأة إلى كابوس.
جاء مؤتمر 2020 المشؤوم الذي هو مؤتمر إسكوبار الصحراء، لأن ممولوه كانوا هم جيل المخدرات و الصفقات المشبوهة و تزوير عقود الأراضي و التجارة في الدعارة و البشر، لكن كانت لهم مصلحة واحدة وهي الإستفراد بالحزب، حيث قاموا بتنصيب السيد الحامي و المحامي الذي نصب نفسه ممثلا لتيار إسكوبار الصحراء و تم وضعه فوق حصان الجديدة، هو الحصان الذي ركل كل ما تبقى من الأطر والكفاٱت و القيادات المؤسسة. هذا المؤتمر الذي جعل أقلية تنفرد بالحزب و تصنع نوعية جديدة من المناضلين الذين لاتربطهم بالمشروع سوى الإستفادة من فتاة الصفقات الصغرى و “التغماس” داخل الجماعات و الأقاليم و الجهات وفي الدواوين و الإدارات التي يشرف عليها الحزب. مند مؤتمر 2020 إنتهت اللقاٱت الحزبية الهادفة و الندوات الفكرية المنتجة للافكار و المبلورة للسياسات العمومية. و تحول الحزب من قائد للأحزاب إلى مكمل لحكومة فاشلة دمرت كل ما بنته الوزارات السابقة و أفرغت جيوب المغاربة و حطمت قدرتهم الشرائية. لكن المهم بالنسبة للأسكباريبن هو تحمل وزارات على المقاس كالعدل الدي كانوا يضنون ان صديقهم الوزير سيحميهم و يساعدهم الهروب من القانون و العدالة ناسين ان رجال الملك محمد السادس نصره الله و مؤسسات الدولة لا تنام في مواجهة الفساد. و و وزارة السكنى والتعمير التي كانوا يضنون انهم سيتلاعبون بالعقار و يستفيدون من المصالح الوزارية لتطوير وتسهيل مشاريعهم التي غالبا ما يشوبها الفساد.
اليوم نحن على مشارف مؤتمر خامس، جاء بعد الضربة القاضية التي تلقاها زعماء الحزب الأقوياء بأموال المخدرات و خاصة الأمين العام الذي تلقى ضربة موجعة جعلته يتحول إلى أسوأ أمين عام ليس فقط البام بل أسوأ أمين عام عرفته السياسة المغربية، وزير العدل محاط بتجار المخدرات و أخطر المجرمين في العشرين سنة الأخيرة المتهمون بتهم ثقيلة: المخدرات، التجارة في البشر، التزوير، القوادة، تصوير سياسيين و رياضيين وصحافيبن في وضعيات مخلة، قد نعدر الأمين العام في حالة واحدة وهي إدا كان أعما و أصما و أخرسا في ٱن واحد، ربما نقول انه لم ير و لم يسمع ما بحوله.
لندع الأمين العام المنتهية ولايته جانبا، لأن نسيانه هو الحل رغم صعوبة نسيان كل هذه الكوارث والفصائح التي وضع فيها الحزب. فاليوم هناك حل واحد لا تاني له وهو إعادة الحزب لمرحلة التأسيس و انتخاب أمين عام جديد قادر على التغيير الجدري و قادر على مواجهة المقاومين للتغيير و هم المستفيدون والمستفيدات من فريق إسكوبار الصحراء، هؤلاء أصبحوا قوة لايستهان بها داخل الحزب و يجب مواجهتها بكل الوسائل. والله في الحزب كما في باقي الأحزاب طاقات تم تهميشها وما زالت قادرة على الانتاج والعطاء.
اليوم هناك حركات تصحيحية تبدل مجهودات من أجل إنقاد ما تبقى من الحزب و أصدرت بيانات الإنقاذ وخاصة بياني الدار البيضاء ومراكش و مبادرة المصالحة، وكل هذه المبادرات المشكورة لاتهدف لخلق الفتنة و لكن تدعو إلى إسترجاع سمعة الحزب التي لطخها وهبي والإسكوباريين. و ادعو كل من تبقى من القيادات الغير ملطخة بالفساد و القيادات النزيهة للتعامل معها بإيجابية مادام الهدف واحد وهو رد الإعتبار للحزب خاصة و المشهد السياسي المغربي عامة.
عبدالله زمورة 
عضو المجلس الوطني
رابط التدوينة

Share this:

About akhbarmamlaka

Check Also

من تجرأ على إلغاء المشروع الملكي وعوضه بصفقة خاسرة أغضبت المغاربة ؟

بقلم : حسن الخباز خرج علينا الوزير بنموسى بتصريحات أقل ما يمكن ان يقال عنها …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *