Home / يقولون أن / “التجمع الوطني للأحرار: من وعود التغيير إلى متاهة الشعبوية والعشوائية”

“التجمع الوطني للأحرار: من وعود التغيير إلى متاهة الشعبوية والعشوائية”

الرحالي عبد الغفور كاتب و محلل سياسي

البناء الديمقراطي فالمغرب بحالو بحال أي مشروع كبير، خاصو يكون على أسس قوية وصلبة. هاد الأسس كتعتمد على التشاركية واحترام التعددية، ولكن كاين شي لحظات فالتاريخ السياسي ديالنا اللي كيجي فيها خطاب سياسي عشوائي، كيفاش؟ كيبان فالشعارات الفضفاضة اللي ما عندهاش حلول حقيقية، وكاين اللي كيتخبّى ورا الأزمات بلا ما يواجه الواقع.

فهاد السياق، حزب التجمع الوطني للأحرار كان داير مسار خاص بيه. تأسس هاد الحزب فـ1978 على يد أحمد عصمان، اللي كان رئيس الحكومة وصهر الملك الحسن الثاني. من الأول بان على أن الحزب غادي يكون حزب ديال النخبة: رجال أعمال، أعيان، وكوادر اللي غادي يمثلوا استقرار سياسي فالمغرب.

مع مرور الوقت، الحزب بدّل مواقعو، مرة فالحكومات ومرة فالمعارضة. ولكن النقلة الكبيرة وقعات مع دستور 2011 اللي زاد قوة التعددية. الحزب دخل فالحكومة مع حزب العدالة والتنمية اللي كان فهاد الوقت هو اللي كيقود الحكومة بعد انتخابات 2011. هنا التجمع الوطني للأحرار كان شريك أساسي، خصوصا أن عزيز أخنوش كان وزير الفلاحة، وحافظ على هاد المنصب حتى من بعد.

من بعد فـ2016، الشراكة استمرت ولكن مع بزاف ديال الانتقادات اللي كانت موجهة للحزب. الناس كانوا كيشوفو أن الخطاب السياسي ولى ضعيف، وأن الحزب كيخدم غير مصالحو بلا ما يقدم حلول واقعية للمشاكل اللي كيعاني منها الشعب.

فـ2021، التجمع الوطني للأحرار دخل الانتخابات بطريقة جديدة. الحملة الانتخابية ديالو كانت قوية، ركز على الوعود الكبيرة اللي كتعني الفئات الفقيرة والطبقة المتوسطة. وفعلا ربح الانتخابات وتصدرها، وهنا عزيز أخنوش ولى رئيس الحكومة.

ولكن من اللي ولى الحزب فالمسؤولية المباشرة، بداو المشاكل الكبار يبانوا. الناس لاحظو أن الحزب كيلجأ للشعارات اللي ما كتجاوبش على الواقع ديال الغلاء، البطالة، وتدهور المعيشة. وكاين اللي كينتقد أن الحزب ما كيشركش الأصوات الأخرى، سواء فالحكومة ولا فالمعارضة. بمعنى، كيبان بحال اللي كيهمشو التعددية وكيهضرو بوحدهم، وهدا كيعطل الديمقراطية اللي خاصها تكون شراكة بين الجميع.

واللي زاد الطين بلة هو أنه فاش بدات الأزمات الكبرى، بحال كورونا والغلاء، الحزب بقا ساكت فبعض الأحيان، ما كيبانش فالنقاش العمومي بحلول واضحة، وهادي مسألة اللي زادت الشكوك فالتوجه ديالو.

بالتالي، الديمقراطية ديما كتطلب من الجميع يخدمو عليها. التجمع الوطني للأحرار، بحكم المكانة ديالو اليوم، خاصو يواجه هاد التحديات: يطور الخطاب ديالو، يعطي حلول حقيقية، ويشرك كلشي فعملية اتخاذ القرارات. الديمقراطية ماشي غير واجهة، هي بناء اللي خاصو تعاون من الجميع، بلا إقصاء ولا تهميش، وبلا شعارات خاوية.

الواقع المغربي محتاج أرضية جديدة، قوية، اللي تقدر توقف قدام الأزمات وتبني مستقبل فيه الأمل، فيه التشاركية، وفيه الكرامة لجميع المغاربة.

Share this:

About اخبار المملكة

Check Also

العالم استغرب موقفه ، كيف قضى الملك الاردني لحظات في الجحيم وعاش اطول ايام حياته وأسواها على الإطلاق

حسن الخباز  ظهر أمس الملك الاردني عبد الله الثاني كطفل صغير امام ترامب كما وصف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *