إعداد: منصور جبر
اختص الله البلد الحرام بجملة من الخصائص التي زادته شرفا وتعظيما على سائر بقاع الأرض، منها أنه جعله:
بلد آمن
قال تعالى: {وهذا البلدِ الأمين}، وقال سبحانه: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} فمكة آمنة، وبيته آمن، قال تعالى: {ومن دخله كان آمنا}.
بلد مبارك
قال تبارك وتعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}، فهو مبارك بالنماء والزيادة، ومبارك بالبقاء والدوام، وفيه يضاعف الثواب، وتُجبى إليه الثمرات، وإليه حَجُّ المسلمين، ونَزَلَ به الوحي، وخُتِمت به رسالاتُ الله.
بلدحرام
قال عز وجل: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا}، فيحرم فيها القتل والصيد واللقطة إلا لمنشد، ولا يقطع شجرها، وغير ذلك مما حرم الله، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة:95]
جعله طاهر
قال سبحانه وتعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، فهو بيت طاهر حسا ومعنى، طاهر من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس، وهكذا ينبغي أن يكون.
مثابة للناس وأمنا
قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} فالناس يثوبون إلى بيته الحرام، ويرجعون إليه من بين كل بلدان الدنيا، سواء للحج أو العمرة أو الزيارة والتبرك.
قِبلة للعالمين
قال تبارك وتعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فالمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يتجهون إليه للصلاة.
هدى للعالمين
قال عز وجل: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}، فهو هداية للناس إلى ربهم، وإلى مقصدهم في صلاتهم، وإلى سعادتهم في معاشهم ومآلهم.
قياما للناس
قال سبحانه: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} فبه يقوم صلاحهم وأمرهم، وبه يقوم أمنهم ومعاشهم وسعادتهم.
خصه بالحج والعمرة
ومن خصائص مكة أن الله تعالى اختصها بالمشاعر المقدسة التي تتعلق بأداء مناسك الحج الذي هو من أركان الإسلام الخمسة. قال تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق} [الحج: 27]
ومنها أنها مهبط الوحي، ومركز نزول القرآن، وابتداء ظهور الإسلام، وبها ولِدَ خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجميعن، وغيرها من الخصائص الجليلة.
حرس الله مكة، وحماها، وزادها تعظيماً وتشريفا.