شعر/ منصور جبر
كل حالاتها تهزُّ كياني
أنا قد صرت هائما يا زماني
كم تهربتُ يا فتاتي ولكنْ
كلما غِبْتُ كانَ منكِ التداني
تسلبين الفؤاد شيئا فشيئا
فإذا القلبُ ينتشي للأماني
وإذا اللطفُ يطرقُ الشوقَ نحوي
دونَ قصدٍ وهمسةٍ أو حنانِ
كل أنثى تشكلتْ فهي شيءٌ
في تعابيرِ وجهكِ العنفواني
بذخٌ كلهُ جريءٌ خجولٌ
وجميلٌ ومشرقٌ كالتهاني
خبئيني بصدركِ الرحب عَلِّيْ
أرتوي العُمرَ يا فتاة المعاني
وارسميني كقصةٍ بيديكِ
واجعليني أهزوجةً وأغاني
فيداكِ الرقيقتانِ أمانٌ
علقيني بها على الجدرانِ
واكتبي النثر كل يومٍ لأني
أقرأ النثرَ دائماً باتزانِ
جربي مرةً وقولي كلاما
وتمادي واستكشفي عنواني
ربما هذه التي أنتِ كنتِ
ثم كانتْ حبيسةَ الكِتمانِ
والمسيني فإن عندي دواءً
ليديكِ خبأتُهُ ببناني
وحديثي لو استمعتِ فلونٌ
فيهِ سحرٌ فنسِّقي ألواني
عند عينيكِ ضجتِ الأرضُ عندي
ولرمشيكِ قمت كالصولجانِ
ركضَتْ نحوها جيوشي ولما
نَظَرَتْ صوبَها انتهت بثوانِ
وبخديك جنةٌ تتزيّا
وأنا ناسكٌ لها متفاني
جبروتٌ بحاجبيكِ عَصِيٌّ
يجرح القلب كالحُسام اليماني
كهلالٍ مقوّسٍ مقلوبٍ
أو كثغرٍ لطفلةِ المهرجانِ
حلوةٌ أنتِ كالربيعِ جميلٌ
كغمامٍ كزهرةِ الأقحوانِ
كالندى كالطير كالفراشاتِ تزهو
كالرؤى كالمنامِ كالسلوانِ
كالحياةِ كالصباحِ كالشمسِ جاءتْ
بعثتْ خيوطَها على الشطآنِ
كحنوٍّ كرُضابٍ كطلعةِ البد
رِ في دياجيرِ ليلةِ البيلسانِ
كضبابٍ كنسيمٍ عندَ وجهي
هَبَّ فالتذَّ عندهُ شرياني
أنتِ دُنيا وعالمٌ من سكونٍ
كخيالٍ كومضةٍ في جَناني
من لعينيكِ أخبريني فإني
كيف صارتْ مدينتي ومكاني
فتعالي وعانقيني لنبقى
جسدا تنتشي بهِ روحانِ
أنا أنتِ وأنتِ مني وكنا
ثم صرنا كقصةِ الإنسانِ