أخبار المملكة -متابعة
انطلقت، اليوم الأربعاء بكاتدرائية القلب المقدس، فعاليات الدورة الثامنة لملتقى (المدينة الذكية للدار البيضاء / Casablanca Smart City)، مما يوفر منصة أساسية لإعادة تشكيل التنمية الحضرية الذكية من منظور مستدام وشامل بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
وينعقد هذا الحدث، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين، تحت شعار” من المواطن الذكي إلى المدينة الذكية”، في ظرفية تتميز بالتحول الحضري السريع والتحديات الحضرية المتنامية، التي تتطلب تطوير حلول حضرية أفضل وأكثر كفاءة، باستخدام أساليب تكنولوجية ناجعة.
وبمناسبة افتتاح هذه التظاهرة، أشارت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة عواطف حيار، في كلمة، إلى أن استخدام التكنولوجيات الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي، يمكن المدن من بلورة العديد من الحلول للمشاكل والتحديات التي تواجهها، مع الإشارة بشكل خاص إلى تحسين التنقل الحضري والنجاعة الطاقية وتطوير جودة الحياة لسكان المدن الكبرى بشكل عام.
وشددت الوزيرة على ضرورة الأخذ في الاعتبار الأبعاد الاجتماعية للتحول الرقمي لصالح المدن الذكية المستدامة، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي، الذي يتيح معالجة كميات كبيرة من المعلومات، قادر على الإضطلاع بدور رئيسي في الحد من اللامساواة، وذلك عبر تسهيل الولوج إلى المعلومات واتخاذ القرار.
وأضافت أن المغرب، في ظل القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعطي الأولوية للمجالات الاجتماعية، كما يتضح من ورش تعميم الحماية الاجتماعية، مشيرة إلى أن سرعة تنفيذ هذا الورش الاجتماعي أصبح ممكنا بفضل اعتماد المقاربة الرقمية، خاصة في ما يتعلق بتدبير قواعد بيانات السجل الاجتماعي الموحد.
من جانبه، أكد محمد الجواهري المدير العام لشركة الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات، الجهة المنظمة لهذا الحدث، أن دورة هذه السنة تروم المساهمة في إعادة التفكير في التنمية الحضرية، واضعة رفاهية المواطن والحفاظ على البيئة على رأس الأولويات.
وأضاف السيد الجواهري أن الموضوع الذي تم اختياره للنسخة الثامنة لملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء “يمكننا من فهم الديناميكيات الحالية والمستقبلية لمجتمعنا الحضري مع تحفيز التحول الموجه نحو المواطن”.
وتابع أن الدار البيضاء، وهي مدينة أفريقية ديناميكية، تقع في مفترق الطرق بين التقليد والحداثة من حيث التنمية الحضرية والتحول الرقمي.
ويوفر ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء فضاءا للعرض يكون بمثابة ملتقى جغرافيا بين القارات الأربع، وبالتالي تعزيز التبادلات والشراكات بين الفاعلين المحليين والدوليين، كما يضم البرنامج تنظيم قرية مخصصة للمقاولات الناشئة لتسليط الضوء على المشاريع المبتكرة التي صممها المقاولون الشباب في مجال المدن الذكية.
ويشكل هذا الملتقى فرصة للالتقاء بين الباحثين وصناع القرار والمواطنين والمبتكرين لتعزيز تبادل المعرفة والخبرات، فضلا عن المشاركة في إيجاد حلول مبتكرة تتكيف مع الاحتياجات الخاصة للسياق المغربي والدولي.
يتمحور برنامج هذه الدورة حول مجموعة من المحاور الموضوعاتية منها “الحكامة الرقمية والتخطيط الحضري التشاركي : استكشاف نماذج الحكامة الشاملة والتشاركية للتخطيط الحضري المتكيف مع احتياجات المواطنين”، و”الخدمات الذكية للمواطن: تسليط الضوء على الحلول الرقمية والخدمات المبتكرة التي تعمل على تحسين نمط حياة السكان وتعزيز مشاركتهم في الحياة الحضرية”.
ثم “البيانات الحضرية والمراقبة الذكية للمدينة : تحليل أهمية جمع وتحليل البيانات الحضرية من أجل التدبير الذكي للمدينة الكبرى والاستجابة بفعالية لاحتياجات المواطنين”، و”التكنولوجيات الذكية للمدينة الذكية : عرض التقدم التكنولوجي والحلول المبتكرة التي تساهم في تحويل المدن الكبرى نحو منظومات حضرية مستدامة”.