أشرف الادريسي – أخبار المملكة
لطالما كان حب الخيل شغفاً يتجاوز الهواية ليصبح أسلوب حياة، ووُصف تاريخياً بأنه “هواية النبلاء” أو “رياضة الملوك“. إن العلاقة بين الإنسان والحصان ليست مجرد علاقة سيطرة أو تدريب، بل هي علاقة فريدة تقوم على الثقة المتبادلة والتفاهم الصامت. يُعد الحصان، بجماله وذكائه، قادراً على التواصل مع البشر على مستوى عاطفي عميق، مما يجعله صديقاً وفياً ومصدر إلهام لا ينضب.
يشعر الفارس أو عاشق الخيل بارتباط روحي عميق مع حصانه، إذ تنتقل إليه مشاعر الحصان من هدوء وقوة، مما يخفف من التوتر ويساهم في تحقيق توازن نفسي لا مثيل له.
الحصان مخلوق شديد الحساسية، يستجيب بسرعة فائقة للطاقة البشرية ونبرة الصوت ولغة الجسد. هذا التفاعل السريع يعلّم الفارس الانضباط الذاتي والهدوء، لأن أي قلق أو تردد ينتقل فوراً إلى الحصان.
فوائد تتجاوز الترفيه: العلاج بالخيل والثقة بالنفس
إن فوائد ركوب الخيل وحبها لا تقتصر على المتعة الرياضية فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب نفسية وصحية عميقة:
- تعزيز الثقة بالنفس: إن السيطرة على كائن ضخم وقوي مثل الحصان، وفهم سلوكه، يعززان بشكل كبير تقدير الذات والثقة في القدرات الشخصية.
- العلاج النفسي: يُستخدم الحصان في ما يُعرف بـ “العلاج بمساعدة الخيل” (Equine Assisted Therapy) كوسيلة فعّالة لعلاج اضطرابات القلق، التوحد، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). الحركة الإيقاعية للحصان تشبه المشي البشري، مما يساعد على تحسين التوازن الحركي والعصبي.
- تنمية التركيز والمسؤولية: تتطلب الفروسية تركيزاً ذهنياً عالياً و مسؤولية كاملة تجاه رعاية الحصان، مما ينمي مهارات التخطيط والالتزام لدى الفارس .
إن إحدى أجمل سمات شغف الخيول هي الروحانية التي تكتسبها من التواجد في الطبيعة والتفاعل مع هذا المخلوق النبيل، مما يعيد الإنسان إلى جذوره ويزيد من إحساسه بالسكينة والاطمئنان.
📜 الخيل في التراث العربي: أصالة وعراقة
في التراث العربي والإسلامي، يحظى الخيل بمكانة خاصة جداً، فهو مرتبط بالفروسية، العزة، والوفاء. فـ الخيول العربية الأصيلة كانت أساس الحضارة العربية وعامل حسم في التاريخ. لذلك، فإن حب الخيل في ثقافتنا ليس مجرد موضة، بل هو امتداد طبيعي لتاريخ طويل من التقدير والاحترام لهذا المخلوق الشهم، وهو ما يتجسد في ممارسات مثل رياضة التبوريدة التقليدية.








