أكد مهنيو السياحة ، و دكاترة و خبراء مختصين في المجال ، أمس الجمعة 26 أبريل 2024 بقاعة الندوات بمطعم الخفة بمركز عين لحصن إقليم تطوان ، خلال ندوة وطنية حول هندسة العرض السياحي لوادراس ، الرهانات السياحية و إنخراط الفاعلين ، على الأهمية القصوى لمثل هاته اللقاءات لوضع إستراتيجية واضحة من أجل تنمية وتسويق المنطقة كوجهة سياحية متوسطية تغري بالإستثمار .
وأبرز المحاضرون خلال هذه الندوة التي نظمت ضمن فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الثقافي و السياحي و الرياضي الأول بجماعتي عين لحصن و السوق القديم (23 ابريل 12 ماي 2024 )، تخليدا للذكرى 164 لتوقيع معاهدة وادراس التاريخية ، أن المنطقة ككل، تزخر بمؤهلات طبيعية وتراث ثقافي وسياحي هائل يتعين فقط استغلالها بشكل كافي.
وفي هذا السياق، أوضح عبد السلام المرابط ، مدير المصالح بالجماعة القروية عين لحصن (12 كلم غرب تطوان ) ، أن المنطقة تحتوى مواقع تاريخية ، و مسارات رياضية متميزة على مستوى جبل غبرى و سيدي حمزة و عين العلاق ، مما يمنح الزائر فرصة لمشاهد بانورامية غاية في الجمال ، ناهيك عدد من البنايات و المآثر التاريخية التي خلفها الإستعمار الاسباني من قبيل فندق عين الجديدة ، و بعض المنازل ذات الخوصة المحلية .
وتابع مدير مصالح قروية عين لحصن عرضه قائلا أن الحلقة الأهم التي تنقص العرض السياحي للمنطقة هو التسويق مبرزا أن المنطقة غنية تراث مادي ولامادي ( الفلكلور الشعبي و العيطة الجبلية) .
من جهتهه، أكد الدكتور عبد الوهاب إيد الحاج ، على دور الثقافة و الطبيعية في الترويج السياحي ، و مدى الإنعكاس المادي للثقافة و الطبيعة على ساكنة المنطقة من خلال المنتجات المجالية . و تشجيع الأسر على الاستثمار في السياحة الثقافية .
وكشف إيد الحاج ، هذه الندوة فرصة للبحث في شخصية ” البهلولي الوادراسي” كنموذج تغري بإكتشاف أهل وادراس و ثقافتهم التاريخية ، و إحداث مسلك و مسار سياحي باسمه .
مؤكدا على ضرورة إنخراط شباب المنطقة في الإستثمار الثقافي الطبيعي لمنطقتهم من خلال بناء مآوى و دور الاستقال و الخدمات الموازية و إنخراطهم في شبكات و طنية و دولية .
من جهته، إستعرض الأستاذ هشام أهرار تجربة مدينة غرناطة في الأندلس الإسباني من رقمنة و ترويج المجال السياحي بواسطة التراث القصصي ، داعيا شباب وادراس الى تسويق منطقتهم رقميا بإستعمال وسائط التواصل (يوتوب ، فايسبوك ، انستغرام ، تكتوك) و جعلها نقاط قوة في ذلك .
مبرزا أن التسويق الرقمي بالقصة لتاريخ وادراس و لمنتجاتها و ثراثها الطبيعي المادي و اللامادي و تقديمه بشكل يجذب الزائر و السائح الأجنبي . مؤكدا أنه على إستعداد لتقاسم تجربته مع شباب المنطقة قصد إعداد إستراتيجية رقمية حول وادراس و ماتحويه من خصائص فريدة من نوعها .
أما الدكتور نورالدين أشبون ، فتناول موضوع تثمين التراث اللامادي من أجل سياحة رائدة ، مشيرا أن موضوع الندوة هو مشروع الدولة ككل معرجا عن الرهانات و المؤهلات السياحية و انخراط الفاعلين .
و طرح أشبون أربع تساؤلات ، هل هناك مخطط إستراتيجي محكم التدبير و التخطيط على المدى القريب و المتوسط و البعيد ؟ و ما مدى تفاعل المؤسسات العمومية و السلطات المحلية و المجالس المنتخبة بجماعتي وادراس و السوق القديم مع هذه المبادرة .
و عرج الدكتور أشبون عن الإرادة و الوعي لدى شباب المنطقة بأهمية السياحة القروية و العائدات المادية لها ، مقدما كمثال على ذلك منطقة بوهاشم التي تبعد عن تطوان بازيد من 40 كلم .
و أوصى الدكتور اشبون بعقد شراكة بين الفيدرالية و جامعة عبد المالك السعدي و مؤسساتها من أجل استفادة شباب وادراس من البحوث العلمية و الدراسات و الأبحاث حول المنطقة ، و فتح الباب امام الباحثين لدخول غمار البحث العلمي بكل توجهاته و شعبه نحو منطقة وادراس .
الأستاذ خالد درواشي ، الخبير في المواكبة المقاولاتية و السياحية ، و الذي يتابع دراسته في الماستر المتخصص في الإرشاد السياحي و المدارات السياحية بالمعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة ، دعا إلى خلق و تشكيل مسارات سياحية بحمولة تاريخية ثقافية و تراثية و كانت مداخلته ذات طابع اقتراحي حول البكدج السياحي لمنطقة وادراس و مركز عين لحصن ، من خلال عرض إستحسنه المشاركون حول حرب وادراس كمعطى امتدت تداعياته طويلا في العلاقات المغربية الاسبانية و لم لا اعتماده كركيزة يمكن استثمارها لجدب للسياح الاسبان و عشاق سياحة الذاكرة Tourisme de mémoire و كإضافة نوعية للتجربة السياحية للزوار المنطقة .
و شدد الخبير درواشي التي يتابع دراسته في الماستر المتخصص في الإرشاد السياحي و المدارات السياحية بالمعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة على ضرورة العمل على إدماج و تأهيل شباب و نساء والمنطقة في الإقلاع التنموي حتى تكون الاستفادة شاملة و تتفاعل الساكنة ايجابيا مع أية مشاريع ذات طابع سياحي في القادم من الأيام .
جل المداخلات و المناقشات التي تلت العروض المقدمة ، ركزت على أهمية تكوين شباب المنطقة في مهن و خدمات السياحة السياحة القروية و تأهيل العنصر البشري ، تحفيز شباب وادراس و تبسيط مساطر الإستثمار في القطاع السياحي الخدماتي ، وكذا تنظيم سباقات رياضية جبلية مختلفة .
كما تضمنت فقرات الندوة تكريمات لفاعلين في المجال السياحي بالمنطقة ، و رفع المشاركون في ختام الندوة برقية ولاء و إخلاص إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله .